الموقع الجامع للفرق و الادیان و المذاهب - ولو عصمه الانبیاء و الائمه من اعتقادات الشیعه ولکن معاندین لاثبات مقصودهم من فقدان العصمه لاهل البیت علیهم السلام یتمسکون بأدله أحدها هی کتاب نهج البلاغه و من الکلمات الذی یستدلون علیه هذا الکلام من الامام :
فَلَا تَکُفُّوا عَنْ مَقَالَةٍ بِحَقٍّ أَوْ مَشُورَةٍ بِعَدْلٍ فَإِنِّی لَسْتُ فِی نَفْسِی بِفَوْقِ أَنْ أُخْطِئَ وَلَا آمَنُ ذَلِکَ مِنْ فِعْلِی إِلَّا أَنْ یَکْفِیَ اللَّهُ مِنْ نَفْسِی مَا هُوَ أَمْلَکُ بِهِ مِنِّی. [۱]
يقولون أنه عندما يقول الإمام علي علیه السلام: أبعد من ذلك لم أكن مخطئا، مع ذلک لماذا الشیعه یدعون بالعصمه ؟
الجواب :
نقطه الاولی:
هذا الکلام الذی یقول الامام : " أنا لست معصوم من دون مساعدة الرب" هذا الکلام لا یکون معناه عدم العصمه، لان الامام فی مواصله هذا الکلام یقول : الا ما یحفظنی ربی.
من معتقدات الشیعه بأن العصمه لایکون الا بمساعده الرب، بمعنا أن المعصومین علیه السلام من قِبل الهمه و العزم، وصلوا الی مقام العصمه من الذنوب بشکل کامل و هذا الموهبه الإلهی نشاءت من شاءنهم .
مثل هذا التعبیر لامیر المومنین، جاء فی القران لیوسف النبی :
وَ لَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَ هَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى‏ بُرْهانَ رَبِّهِ كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَ الْفَحْشاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصينَ . [2]
هذه الآية تشير إلى يوسف عليه السلام بأنه رجل يخشى تلوثها مع الدعارة و البغاء؛ ولکن نظر برهان ربه( أی مقام العصمه) و هذا البرهان، حفظه .
و بعباره أخری :
إمراه عزیز همت ان تراود و تحظ من یوسف و جهدت بذلک کثیرا، و یوسف من موات السجیه الانسانیه و أنه شاب و ما له أمراه، و یشهد مسارح مهیجه. یقرر کذا، اذا لا یحول العصمه و الایمان و برهان ربه بینه و بین أمراه عزیز .
عندنا نظیر هذا التفسیر فی علم الأدب العرب و العجم، مثل ان نقول :
کما قرروا مهملین لیسرقوا ثمار الحدیقه فلان زراع، و انا افعلت کذا، لو لا الزمت الاستاذ سنوات عدیده . [3]
نقطه الثانیه:
لا یبعد أن مقصود الامام من هذا الکلام " أنا لست بمعصوم و لا ابری نفسی، من دون مساعدة الرب "فی منزله التعلیم و التأدیب بأصحابه. بأن یعلمهم: فی کل حال کنتم، ممکن و یحتمل ان تخطئون و لا تبرءُ انفسکم، و الامام بهذا الکلام یجعل و یقلل نفسه بمنزله الاصحاب .
نقطه الثالث:
فی مصادر الفریقین نقراء أن الرسول صلی الله علیه وآله و سلم یقول : «ما منكم من أحد إلّا و له شيطان- قيل و لا انت يا رسول اللّه؟ قال:- و لا أنا إلّا أنّ اللّه تعالى أعانني عليه فأسلم؛[4]
نقطه الرابع :
فی خطبه من خطب الامام فی نهج البلاغه یوجد عباره، فان تدقق فیه یستخرج العصمه منها :
یقول الامام :
أَیْنَ تَذْهَبُونَ‏ وَ أَنَّى تْوفَكُونَ وَ الْأَعْلَامُ قَائِمَةٌ وَ الْآیَاتُ وَاضِحَةٌ وَ الْمَنَارُ مَنْصُوبَةٌ فَأَیْنَ یُتَاهُ بِكُمْ وَ كَیْفَ تَعْمَهُونَ ‏ وَ بَیْنَكُمْ عِتْرَةُ نَبِیِّكُمْ وَ هُمْ أَزِمَّةُ الْحَقِّ وَ أَعْلَامُ الدِّینِ وَ أَلْسِنَةُ الصِّدْقِ فَأَنْزِلُوهُمْ بِأَحْسَنِ مَنَازِلِ الْقُرْآنِ وَ رِدُوهُمْ وُرُودَ الْهِیمِ الْعِطَاشِ . [۵]
کیف أن لا یکون الامام معصومً و یمدح و یوصف نفسه کذالک؟ کیف یمکن ان یعرف نفسه به مصباح الهدایه و زعیم الحق و ... و لا یکون معصوماً ؟ العصمه، هل لا یفهم من هذا الکمات؟ .

مصادر :
[1] نهج البلاغه، الخطبه۲۱۶.
[2] سوره یوسف، الآیه ۲۴ .
[3]تلخیص من تفسیر المثیل(نمونه) ، ج‏۹، ص: ۳۷ .
[4]مسند أبي اليعلى، ابویعلی الموصلی، ج ۹ ص ۷۷ ، بحار الانوار، علامه المجلسی، ج ۶۰، ص ۳۲۹
[5] الخطبه ۸۷ نهج البلاغه